6 أخطاء فنية حالت دون نجاح مسلسل “رشيد”.. فلماذا أحبه النقاد؟

0 9٬395

“أفضل مسلسل في النصف الأول من رمضان”، “مسلسل غير موفّق فنيا ودراميا”، هكذا تأرجحت الآراء حول مسلسل “رشيد” -الذي عُرضت الحلقة الأخيرة منه أمس- بين طرفي نقيض، في حين رقص العمل على سُلّم تقييم الجمهور والنقاد، فهل يجعل ذلك محصلته النهائية صفرا؟

مسلسل “رشيد” عمل من 15 حلقة، تأليف وسام صبري، وإخراج مي ممدوح، وبطولة محمد ممدوح وريهام عبد الغفور وخالد كمال وتامر نبيل، بالاشتراك مع حسن مالك وأشرف عبد الغفور وصلاح عبد الله وميمي جمال.

العمل مقتبس عن رواية “الكونت دي مونت كريستو”، حسب ما ذُكر على “التتر” (بيانات المسلسل)، إذ زعم صانعو العمل أنه معالجة معاصرة للقصة الشهيرة التي سبق أن قُدمت مرارا عبر أعمال فنية أخرى مثل أفلام “أمير الانتقام” و”أمير الدهاء” و”دائرة الانتقام”، فهل أضاف المسلسل أي جديد؟

video
play-rounded-fill

اقتباس مزدوج

تدور أحداث العمل حول رشيد الذي يستعد للزواج، وفي الليلة السابقة لزفافه يُتهم ظلما بقتل رئيسه بالعمل ويُحكم عليه بالمؤبد، فيظل سجينا طوال 16 عاما قبل أن ينجح في الهرب، ويُقرر البحث عن مَن لفقوا له الجريمة وإثبات براءته، وفي الوقت نفسه يحاول العثور على -ابنه من زوجته الأولى- الذي وُضع في أحد الملاجئ بعد سجن الوالد ووفاة الجد.

بمراجعة القصة وتفاصيلها وصولا إلى النهاية، سيتضح أن المعالجة الجديدة نفسها مُقتبسة عن المسلسل التركي “إيزل” (Ezel) الذي صدر في 2009، ويدور حول شابة يقرر والدها الاستعانة بها هي واثنين من أصدقائها لتدبير خطة للسرقة وتلفيق التهمة لصديق ثالث لابنته، غير أن جريمة قتل غير مُخطط لها تحدث خلال العملية، فتتعقد الأمور ويُسجن البطل قبل أن يعود هو الآخر للانتقام.

أخطاء فنية جسيمة

  • قلة الدعاية

لم يحظ مسلسل “رشيد” بدعاية جيدة قبل رمضان باستثناء الملصق الدعائي الملفت، إذ لم يكن هناك إعلان تشويقي جذاب بما يكفي أو أغنية دعائية أو “تتر” مميز، وبالتالي من قرروا متابعة العمل كانوا فقط جمهور محمد ممدوح وريهام عبد الغفور، في حين لم ينجح العمل في استقطاب أي جمهور آخر.

  • أن تبدأ بخيبة أمل

هذا ما حدث مع الحلقات الثلاث الأولى من مسلسل “رشيد” بسبب السرد الدرامي البطيء والأداء غير الجذاب، مما تسبب في خسارة جزء من المشاهدين.

  • مشكلة الصوت الأزلية

رغم اجتهاد محمد ممدوح في السنوات الأخيرة ومحاولاته علاج مشكلة مخارج الحروف لديه، سواء بالتدرب على ذلك أو فقدان الوزن باعتباره أحد العوامل المؤثرة، وهو ما عولج بالفعل في مسلسل “خلي بالك من زيزي”، فإن الأزمة عادت للظهور هذا العام، مما جعل العديد من المشاهدين يشتكون عدم قدرتهم على استيعاب ما يقوله، وبالتالي عدم تماهيهم مع الحالة أو تأثرهم بها.

  • أحداث غير منطقية

حظي العمل ببعض الأحداث غير المبررة دراميا، أشدها فجاجة تصرف البطل بعنف وصل حد القتل بدم بارد خلال إنقاذ ابنه، على عكس سلوكه في باقي العمل، وإظهاره كشخص حافظ على نقائه وبراءته رغم طول المدة التي قضاها في السجن وما تعرض له من ظلم.

أما إذا أراد صانعو المسلسل إظهاره وقد تشوهت فطرته، كان لابد من التمهيد لذلك والتدليل عليه باستمرار حتى النهاية، وإنما العكس هو الذي حدث، فرغم أنه لم يتورط بشكل مباشر في قتل من خانوه، فإنه قتل شخصا لا يعرفه لمجرد أنه حكم عليه أخلاقيا ووجده يستحق ذلك.

من التفاصيل غير المبررة أيضا اختيار أن يكون عمل الابن الضائع الاتجار بالأعضاء وبيع المخدرات، ومع ذلك سرعان ما تحوّل دراميا إلى إنسان أفضل بمجرد وصول والده إليه بما لا يتناسب مع تاريخه الطويل في تجارة الأعضاء التي تتطلب قلبا لا يلين بسهولة، وبالتالي كان من الأفضل دراميا الاكتفاء بالنصف الثاني من عمله غير الأخلاقي، أو إظهار تأثير عمله غير الشريف على سلوكه خلال الأحداث.

  • وضع السياسة في العسل

بالنظر إلى أحداث العمل، سنجد صانعيه قد حاولوا تحسين صورة الوضع الأمني السياسي في مصر، سواء عبر إظهار السجون على الشاشة نظيفة وجميلة، أو جعل الضباط يغلب عليهم سعة الصدر وحسن الخلق والتصرّف بناء على حدسهم الداخلي أو إنسانيتهم وليس القوانين واللوائح.

وهو أمر غير منطقي حتى على مستوى المهنة والحرفية، وخير مثال على ذلك صفح الضابط عن “فعل” المرأة التي ضللت العدالة وشهدت زورا فقط لأنها مصابة بالسرطان وعلى وشك الموت.

 

  • النهاية

رغم أنه كان من الجيد ألا نشهد في العمل أي تطويل، فإن النهاية بدت أسرع مما يجب ومتلاحقة دون داع، إذ كان من الممكن الاستغناء عن بعض المشاهد التي جرت في الماضي، وبالمقابل يتم سرد مزيد من التفاصيل فيما يتعلق بكيف ولماذا جرت الخيانة من الأصدقاء الثلاثة، مع بعض الأحداث المثيرة دراميا بخصوص انتقام البطل ممن خانوه. كذلك طمع بعض المشاهدين بوجود مفاجأة في النهاية، خاصة أمام توقع الأحداث منذ الحلقة الأولى.

محاولة أخيرة للإنقاذ

ومع ذلك، حظي العمل ببعض الإيجابيات الملفتة، أهمها الأداء القوي من الأبطال، رغم التحديات المتعلقة بلعب كل نجم شخصيتين مختلفتين في الشكل والشخصية، والدوافع بين الماضي والحاضر.

في المقدمة، برزت براعة محمد ممدوح التمثيلية الذي كان له أكثر من مشهد مؤثر استدر بكاء الجمهور، كذلك برعت ريهام عبد الغفور بدورها كونها أكثر شخصية اختلفت شخصيتها حد النقيض بين الزمنين، في حين أشاد الجميع بموهبة حسن مالك.

 

بجانب الأداء، وصف بعض النقاد -منهم أندرو محسن- السيناريو والسرد بالممتعين، إذ بدأت الأحداث من منتصف القصة، ومن ثمّ انقسمت كل حلقة بين الحاضر والماضي مع استخدام ذكي ومميز “للفلاش-باك”.

ومع كل خطوة يتساءل الجمهور ما الذي جرى؟ كيف وصل الأبطال إلى هنا؟ وما الذي سيحدث؟ مما خلق دافعا للمتابعة والإثارة.

المصدر : الجزيرة

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected] - [email protected]

قد يعجبك ايضا