وسيم بصول : المطبخ هو مفتاح تصميم البيت !

صورة من اعمال وسيم بصول
0 780

المطبخ..

هو مفتاح تصميم البيت!

 

في هذا العدد نسلط الضوء على مساحة أساسية وهامة في منازلنا وهي المطبخ الذي يقول عنه وسيم بصول إنه “مفتاح التصميم والميزانية والراحة في البيت”.

بخصوص التصميم الأصح لاستغلال المطبخ على أفضل شكل, سواء أكان كبيرا أو صغيرا، ومن أجل الحصول على مطبخ عملي وجمالي في نفس الوقت والشعور بأننا في مكان ممتع للعمل, أجرينا لقاء مع وسيم بصول, مهندس معماري ومصمم ديكور داخلي, شاب من اللامعين في مجاله.

 ليلك: يُقال إن المطبخ اليوم أصبح صالة الجلوس, هل توافق؟

وسيم: هذا ليس بالأمر الجديد وطالما كان كذلك, لأننا, في مجتمعنا العربي, لدينا تواصل مع المطبخ ونحب ممارسة الطهي وجلساتنا وجمعاتنا أغلبها تدور حول ولائم ونحن نتقن حسن الضيافة.

بشكل عام, عندما ندعو ضيوفاً فمن المهم أن تتوفر لدينا مساحة نجتمع فيها معهم, وهي ممكن أن تنقسم إلى قسمين: إمّا مائدة طعام رسمية في حالة أن الضيوف رسميون, أو في المطبخ حيث يمكن أن تكون الجلسة.

واليوم جلساتنا مطوّلة حول مائدة الطعام اذ ان الحديث يطول بعد الانتهاء من الوجبة. بالتالي, أغلب الناس أصبحت تعدّ مكاناً للجلوس داخل المطبخ لاستضافة الأصدقاء والمطبخ لا يعتبر مجرد مكان للطبخ.

 

 ليلك: ما هي رؤيتك لزاوية المطبخ في البيت العصري, هل تختلف حسب المساحة والزبون؟

وسيم: أسلوب الحياة هو الذي يحدد القرار, لكن مساحة البيت أيضا تحكمنا.

على سبيل المثال, إذا كنا نتكلم عن مطبخ نريد إدخال مائدة طعام فيه وعدة أمور أخرى بينما مساحة البيت غير ملائمة للطلبات, فمن المفروض أن نجد الحلول التصميمية لهذا الوضع.

إذا كنا نعتقد أن الجزيرة مهمة في المطبخ لأنها تخدم كمساحة عمل إضافية, وليس هناك مكاناً شاغراً لوضع مائدة طعام, فمن المفروض أن نجد حلاًَ تصميمياً من حيث شكل المطبخ وستايل الحياة العصرية في التخطيط وكذلك إيجاد مكان لجلوس الضيوف. هذا بخصوص بيت صغير.

 

 ليلك: ما هو الحلّ الذي تقترحه؟

وسيم: أن نصمم قطعة أثاث خاصة لهذا المنزل تستبدل مائدة الطعام وتخدم كجزيرة, فهي تدمج بين مائدة الطعام والجزيرة. يجب الدمج بين الشق التصميمي والشق العملي ويجب أن يسيرا دائماً معاً.

طبعاً, المساحة تؤثر على البيت ومن واجب المصمم أو المهندس المعماري أن يمنح الحلول لمتطلبات الزبون.

اليوم لم يعد لأغلب الأزواج الشابة القدرة على شراء أراضٍ أو بيوت كبيرة كما كان باستطاعة أهالينا وأجدادنا, لأسباب مادية وبسبب عدم توفّر الأراضي. بالتالي, يجب التوفيق بين المساحة والتصميم والتخطيط.

 

 ليلك: ماذا بخصوص توفّر إمكانيات التخزين في المطابخ الصغيرة, كيف تجد لها الحلول؟

وسيم: المرافقة الصحيحة من الأساس إلى النهاية هي التي تمنح الإجابة لهذا المطلب.

خط التصميم والخط العملي يجب أن يسيرا معاً وبدون إتباع أيّ قالب عام, فكل زبون له قالبه الخاص وبالتالي نستطيع أن نستجيب لكل مطالب الزبون.

اليوم تتوفر تقنيات للعمل, بمعنى أنني لا أبحث عن مطبخ جمالي فقط, بل أريد أن استنفذ الحد الأقصى (الماكسيموم) من المساحة المتوفرة للمطبخ إن كانت كبيرة أو صغيرة. الحصول على الماكسيموم معناه العمل بموجب قواعد معينة, مثلاً تقسيم المطبخ لـ 3 مناطق:

زاوية العمل وهي المنطقة التي فيها تفعيل وجلي وغاز, وقسم تخزيني مع دمج لأدوات الكهرباء مثل المايكرويڤ والفرن والبراد وما شابه. إذا قسمنا المطبخ لهذين الشقين نحاول أن نجد الشق الثالث وهو إما جزيرة أو مساحة إضافية للشغل, فنستطيع الحصول على مطبخ عملي وبنفس الوقت فيه إمكانيات تخزين أكبر. هذا الأمر نسبي ويتعلق بمساحة البيت وشكل البيت وعدد شبابيك البيت, مثلا, لو كان لدينا شباكان في المطبخ فممكن أن نتنازل عن واحد منهما من أجل بناء حائط مكانه لإمكانيات تخزين من الأرض حتى السقف. الجزيرة في المطبخ تشكل مساحة تخزين إضافية.

التخزين هو ليس مجرد توفير جوارير وإنما أيضاً التخطيط الصحيح لعدد الجوارير ولنوعية التخزين المطلوبة. فبالتالي, نحن نقسم المطبخ كالتالي: منطقة للصحون, منطقة للمونة, منطقة قريبة من الغاز فيها الشوك والسكاكين والبهارات. فحتى لو أنّ مناطق التخزين محدودة ولكنها مرتبة ومقسمة بالشكل الصحيح, سيشعر صاحب المطبخ أن لديه مجالات تخزين كبيرة.

التخزين ليس مجرد مساحات أكبر, وإنما تخطيط مُستَغَل أكثر, بمعنى استغلال كل زاوية وهو الأمر الذي يعطينا الحلول لإيجاد مناطق تخزين أوفر, لأنه في النهاية من أجل أن يكون المطبخ عملياً  يتطلب: وفرة أماكن التخزين أو مناطق تخزين مستغلة باستغلال تام لكل المساحات, مساحة شغل مريحة تمكّن شخصين, على الأقل, من الشغل معاً في المطبخ, والأمر الثالث والأهم هو حساب عدد الخطوات للشخص الذي يطبخ. وهذا يعني أنه يجب عليّ, بتخطيط مسبق, أن أعيش مكان أصحاب البيت, ولن أقول “ست البيت” لأنني شخص يؤمن جداً بالمشاركة بكل شيء بالحياة حتى بالطبخ والمطبخ, فسأقول عدد خطوات أصحاب البيت وقت أداء عملية الطهي. وحين أضع نفسي مكانهم فذلك من أجل أن أفكّر كيف سأطبخ, بداية سأفتح البراد ولذلك يجب أن يكون لديّ مساحة لإخراج كل مستحضرات الطبيخ ووضعها على مساحة مريحة, ومن ثم سأنتقل الى المجلى وأغسلها ثم سأعود لمكان قريب من الغاز لأنفذ كل عملية التقطيع وأنقل المواد الى الغاز نفسه وهي آخر مرحلة للطبيخ. فإذا فكرنا بكل هذه الخطوات سنعرف أين نوسع مساحة الشغل وأين يجب أن تكون مساحة الشغل أصغر, فبالتالي, إذا أخذنا هذه الأمور بعين الاعتبار سنعرف كيف نقسم مناطق التخزين.

على سبيل المثال, لا يصلح أن تكون البهارات تحت البراد أو بجانبه إذا كان الغاز في آخر المطبخ بينما البراد في أوّل المطبخ! هذه النظرة العامة والشاملة لكل الأمور وهي التي تعطينا الأرْيَحية حتى مع وجود قَيْد المساحة.

 

 ليلك: ما هي عناصر التصميم الأساسية التي تمنح شعور “النََفََس” أو المساحة الواسعة في مطبخ صغير؟

وسيم: عوامل عديدة.. أنا لست من مناصري الذين يقولون إذا كان المطبخ أبيض اللون فسيبدو فسيحاً.. لا أفكر بهذا الأسلوب. طريقة تفكيري هي أن التلاعب الصحيح بالألوان هو العامل الأساسي, والتلاعب من حيث الأبعاد ما بين قطع الأثاث يعطينا الإحساس بأن البيت أوسع.. وإذا كانت الجزيرة تتسع لثلاثة كراسٍ, فلا حاجة لإضافة الكرسي الرابع بالقوّة.. الموازنة بين الأبعاد والمساحات والمسافات وحجم قطع الأثاث هي المفتاح.

ممكن أن “نتلاعب” بعدة أساليب, منها إدخال أدوات كهرباء زجاجية لامعة باللون الأسود, فبالرغم من وجود اللون الأسود الغامق فإن تأثير المرآة في أدوات الكهرباء سيمنحنا شعوراً بالفراغ وبمساحة أوسع.. أو اختيار كرسي مع ظهر مفتوح وأرجل حديدية مما يمنح الشعور بالمساحة أكثر, لأن عرض أرجل الحديد أقل من عرض الأرجل الخشبية مثلاً, إن كان للطاولة أو للكرسي. بالتالي, التلاعب بالمواد بالطريقة الصحيحة وسيلة ممتازة لمنح العين وهماً ان المساحة أوسع..

والأمر الأساسي والأهم هو الإضاءة, فأن نستغلها بالطريقة الصحيحة يؤثر على شعورنا بالمساحة. كلما وزعنا الإضاءة بشكل مناسب للمساحة وفي الأماكن الصحيحة فسنحصل على شعور الإضاءة والإنارة وبالتالي الوساع.

وكمثال على أهمية الدور الذي تلعبه الإضاءة: عندما نستيقظ صباحاً في نفس مساحة الغرفة حين تكون ألستائر مغلقة والغرفة مظلمة, من أجل أن نشعر أن الغرفة أوسع وبشكل تلقائي دون أن نفكر نحن نفتح الستائر والتريس, بالتالي الفضاء أو الضوء الذي يدخل الغرفة يمنحنا الإحساس بأن الغرفة أكبر, رغم أن المساحة هي نفسها..

الأمر الأخير, الموازنة بين الألوان الفاتحة والغامقة وبين عناصر المواد والألوان وهي الدمج بين الفاتحة والغامقة, وأنا ضد أن نختار إما الفاتح أو الغامق, فعندما يغلب اللون الغامق نشعر بأن المنطقة مخنوقة, ووجود الوان فاتحة أكثر من اللازم تشعرنا بأن المنطقة باردة وليس فيها جوّ الدفء العائلي. بالتالي, التلاعب الصحيح بين توزيع الألوان والمواد بالطريقة الصحيحة له دور أساسي بالإحساس في داخل المنطقة ذاتها.

 

 ليلك: كيف ممكن أن ندخل جوّ الدفء إلى المطبخ بحيث أن يكون حميماً وليس مجرد مكان للشغل, وعندما تدخل اليه تشعر بالرغبة بالشغل فيه والاستمتاع بعملية الطبخ؟

وسيم: أولاً, وجود الخشب في المطبخ حتى ولو بكميات قليلة يمنح الدفء, وإذا كان البيت عصرياً لا يناسبه الخشب, ممكن أن نجد مادة بديلة وهي (חלודה) الصدأ, وهناك مادتان هما إنتيرنو دارك على سواد وإنتيرنو بني بلون الصدأ نفسه, فممكن أن نبدل الرخام (الشايش) من عادي إلى صدأ بتدرّجات البني ويكون بديلاً للخشب ويعطي حلاً دافئاً. أيضاً هنا نعود لنتكلم عن الإضاءة ولونها, فالضوء المائل للأصفر يمنح إحساساً بالدفء.

وهناك إكسسوارات مكمّلة مثلاً مرطبان بسكوت أو جاط مع قاعدة نضع فيه شوكولاطة أو كعك بمنتصف الجزيرة أو مائدة الطعام. وكذلك استخدام الورد حسب الموسم, فوجود الورد والخضار في المطبخ يمنح إحساساً ممتعاً وكذلك يدخل الخارج إلى الداخل.

كذلك ممكن أن نضيف إلى المجلى بعض قواوير أعشاب نستخدمها للطهي مثل النعنع والزعتر والحبق.

 

 ليلك: وفي حالة المساحة الكبيرة لمطبخ كبير, ما هي الأمور الأساسية التي يجب أن تتوفر لدينا؟

وسيم: إذا كانت مساحة البيت كبيرة فأشجع أن يكون المطبخ كبيراً أيضاً. أفضّل أن نصمم مطبخاً واحداً وليس مطبخين أحدهما صغير للقلي. المطبخ يجب أن يحصل على أكبر قيمة من الاستثمار في البيت وأنا أشجع أن نستغل هذا الاستثمار ونكبّر المطبخ وأن يكون فيه جزيرة التي من الممكن أن تكون مائدة الطعام ايضاً لأهل البيت بشكل يومي.

ممكن أيضاً أن نصمم مجلى أكبر مما يسهّل علينا ترتيب المطبخ, ولكن أن يكون بحجم 90 سم مما يسرّع من إمكانية ترتيب المطبخ.

 

 ليلك: هل لديك نصائح لتنسيق مائدة الطعام للضيوف أو المطبخ في رمضان؟

وسيم: شخصياً أعتقد أن الإعداد المزدوج يعطي الكثير للمطبخ ولمائدة الطعام, بمعنى أن نضع في صحن الوجبة الرئيسية صحنا أصغر للوجبة الأولى وعليه صحن الشوربة.

أنا مع أن نشرك الضيوف في عملية تقديم الطعام, مثلاً, بدلاً من أن نصب الحساء في صحون جاهزة, فأقترح أن نضع وعائين كبيرين فيهما الشوربة ونمنح الضيوف فرصة الاشتراك معنا بصبّ الشوربة في صحونهم.

أنا أيضاً أحبذ توزيع السلطة بصحون صغيرة تتوزع بين الجالسين مما يمنحنا مساحة في مركز المائدة للوجبات الرئيسية وكذلك مساحة لتزيين المائدة.

من الجميل أن نضع شمعداناً في مركز المائدة أو تنسيق زهور في مركز الطاولة.

 

 ليلك: باختصار, ماذا يشكّل المطبخ في المنزل بالنسبة لك؟

وسيم: المطبخ بالنسبة لي هو مفتاح تصميم البيت. دائماًَ وبشكل أوّلي أبدأ بتصميم المطبخ لأنه أبرز وأهم عنصر يجب أن نكرّس له الأولوية من حيث التخطيط والتصميم, وهو يجرّ خلفه بقية الأمور.

على سبيل المثال, إذا كانت ميزانية الزبون محدودة فأنا مع أن ينقل طقم الصالون الموجود الى البيت الجديد من أجل أن يستثمر في المطبخ. المطبخ شيء ثابت, كذلك البلاط والشايش والشبابيك هي ليست أمورا نغيّرها بسهولة, بالتالي أنا مع أن نعطيها كامل قوتنا التصميمية والتخطيطية ومن حيث الميزانية كذلك. المفروض أن يستثمر القسم الأكبر من الميزانية لصالح المطبخ لأننا لا نغيّر المطبخ كل يوم.

 

  لمتابعة وسيم:

انستغرام: Waseem Bsoul

هاتف: 0546235244

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected] - [email protected]

قد يعجبك ايضا