واقع سوداوي أم مبالغة درامية؟.. مسلسل “أزمة منتصف العمر” يفجر الجدل بين الجمهور

0 8٬179

واقع بغيض أم مبالغة درامية؟ هذا هو السؤال الذي شغل رواد منصات التواصل الاجتماعي المتابعين لمسلسل منصة “شاهد” الجديد “أزمة منتصف العمر”، بسبب قصته المثيرة للجدل والتي اعتبرها الكثيرون لا تناسب مجتمعاتنا العربية.

تتمحور الأحداث حول فيروز التي تزوجت صغيرة من رجل يكبرها بعشرات السنين بعد ضغط من أسرتها، وطوال حياتها معه لم يُشعرها أنها أنثى بما يكفي أو لم يكتف بها، ولم يعاملها باحترام، ويُقدّر ما تبذله من جهد وتحمّل لتستمر معه بحياة ليست كالحياة.

يبدأ العمل بزواج ابنة البطلة، وهي بعمر العشرين من شاب يكبرها بسنوات، تخشى الأم أن تُكرر الابنة مأساتها، لكنها لا تملك قولا أمام موافقة الابنة وإصرار الأب، وسرعان ما تفتح الزيجة أبواب الجحيم على الجميع.

فالزوج بالأساس له ماضيه الذي يحاول الهروب منه هو الآخر، تارة باختيار فتاة صغيرة لا تناسبه وتارة أخرى باختلاق الأكاذيب وإخفاء الجزء الأعمق والأكثر حقيقة من روحه. يتقاطع طريقه مع فيروز/أم زوجته فتلمس وترا بقلبه لم يمسّه أحد من قبل، وبالوقت نفسه يطأ هو حدود روحها بلحظة ضعف، وتتوالى الأحداث.

بسبب حبكته، شبّه البعض العمل بالمسلسل التركي “العشق الممنوع” إذ تزوجت سمر من عدنان بك الذي يكبرها بأكثر من 10 سنوات، قبل أن تقع بحب ابن شقيقه، مما جعل البعض يتوقعون لبطلة “أزمة منتصف العمر” المصير نفسه، ألا وهو الانتحار.

غير أن مفاجأة تفرّد بها المسلسل المصري، تخص علاقة الأم بابنتها قلبت الموازين وزادت الجمهور حيرة، فهي ليست أمها البيولوجية وإنما زوجة أبيها، غير أن الحبكة ظلت مثيرة للجدل الأخلاقي وبالنسبة للبعض مثيرة للاشمئزاز كذلك.

أسباب أخرى لارتفاع نسب المشاهدة
بالرغم من أن المسلسل لم يُعرض منه -حتى الآن- سوى 6 حلقات، ومع كل ما يحمله من طبيعة قد تتسبب بنفور قطاع ليس بقليل من الجمهور، فإنه لم يحتو على أي مشاهد أو ألفاظ غير لائقة، وإنما استخدم المخرج أدوات أخرى اعتمدت على التفاصيل للتعبير عن فكرته، وسرعان ما تربّع على عرش المشاهدة والترند طوال الأسبوع الماضي.

من جهة لأن الأعمال التي تتناول أفكارًا جريئة تُغري الجمهور بالمشاهدة وتُثير فضول حتى هؤلاء الذين يرفضونها، ومن جهة أخرى بسبب السرد الدرامي المتلاحق والتصاعدي لدرجة تحبس الأنفاس.

فقد ابتعد المؤلف أحمد عادل والمخرج كريم العدل عن أي مطّ وتطويل، بل أتت الأحداث سريعة للغاية وشديدة التشويق والصدمة، كذلك لم يتضمن المسلسل أي خطوط درامية جانبية لا أهمية لها، مكتفيا بالخطوط الرئيسية فقط وتداخلاتها.

كسر النمطية
وعلى مستوى التمثيل، من المُلاحظ اجتهاد الجميع لتقديم أفضل ما لديهم، والأهم خروجهم من عباءة الأدوار التقليدية حتى الوجوه الشابة مثل عمرو السعيد وراكين سعد ورنا رئيس وهند عبد الحليم.

في حين ما زال رشدي الشامي متمكنا من أدواته وأجاد دور الرجل البارد الظالم والمتصابي، قبل أن نأتي لكريم فهمي، بطل العمل الذي تحدى نفسه بدور كهذا، خاصة أن الشخصية معقدة وثرية بالانفعالات المتناقضة، التي يحاول التعبير عنها بلغة العيون باذلا قصارى جهده لعدم تقديم الدور بسطحية، خاصة أنه شارك بكتابة المعالجة مع كريم العدل.

وأخيرا مع حصان الدراما الرابح والجامح، ريهام عبد الغفور، التي صار اسمها بأي عمل كفيلا باستقطاب قطاع كبير من المشاهدين، مراهنين عليها وعلى اختيارها. فبعد أدوارها الاستثنائية الأخيرة بمسلسل “وش وضهر” و”منعطف خطر” و”الغرفة 207″، ها هي تغير جلدها مرة أخرى لتنجح مجددا في ارتداء شخصية جديدة ببراعة.

وبأقل الكلمات الممكنة، نظرات عينيها الزائغة، حركات يدها المرتعشة، ووجه شاحب والخالي من مستحضرات التجميل، تلبّست شخصية فيروز، متوحدة مع البطلة التي تعاني من فراغ عاطفي وتاريخ طويل من الإهانة والتهميش.

يتوقع الكثيرون تصاعد الأحداث في الحلقات المقبلة، واكتشاف الكثير من الخلفيات في تاريخ الأبطال، ومحاولة صُنّاع العمل فك العقد الدرامية شديدة الإثارة والجدل بأكثر الطرق التي يمكن أن يتقبلها الجمهور دراميا ومجتمعيا أيضا.

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected] - [email protected]

قد يعجبك ايضا