كانت المباراة السادسة والعشرون والأخيرة من رحلته في بطولات كأس العالم، هي خاتمة جميع النهائيات، وهي لحظة لم تتحقق من قبل ومن المحتمل ألا تتكرر أبدا.

لقد فعل ميسي كل شيء ممكن لرفع هذه الكأس، ووقف أمام الجماهير المحتشدة في المدرجات وخلف الشاشات مبتسما ويلوح بكأس العالم.

كان من الصعب فهم ما مر به، ربما يمكن القول إنها مسيرة مهنية كاملة، وأنجحها جميعا، تلك التي اختتم بها أهم أمسية ربما في تاريخه.. ولكن في النهاية انتهى الأمر.

كان للعالم النهاية التي أرادها، ووفقا لما قاله المدرب الفرنسي، ديديه ديشامب “حتى بعض الفرنسيين كانوا في صف ميسي.. فقط لا تسأل كيف”.

في مكان من أرض ملعب لوسيل، وجدت والدة ميسي طريقها أخيرا إليه ومعانقة ذلك الصبي الذي ترك وطنه الأرجنتين وهو في سن 13 عامًا، والرجل الذي اصطحبها الآن إلى اللقب الذي اشتاق إليه معظم عشاق كرة القدم المخلصين.

معا بكوا.. فعل الجميع ذلك.. ومن خجل من الدموع.

كانت الأرجنتين قد فازت بكأس العالم للمرة الأخيرة منذ العام 1986، ورفع دييغو مارادونا كأس العالم في تلك البطولة بطريقة ساحرة.

وتلك البطولة، تقريبا، هي التي خلدت مارادونا، إلى جانب إنجازاته العديدة مع الفرق التي لعب لها.

وكان ميسي، البالغ من العمر 35 عاما، يعاني مما ينقصه. أمر واحد فقط؟ فقد صنع ميسي تاريخا حافلا بالبطولات، حيث أحرز 10 ألقاب في بطولة الدوري الإسباني “الليغا”، وآخر في فرنسا، و4 ألقاب في دوري الأبطال “التشامبيونزليغ”، وبطولة كوبا أميركا 2021، ورقما قياسيا في الحصول على الكرة الذهبية (7 مرات).

 اقتربت الأرجنتين من الفوز بهذه البطولة 3 مرات، ولكنها، برفقة ميسي لم تتمكن من ذلك على مدى 36 سنة.

وأخيرا.. بعد انتهاء ركلات الترجيح.. وإعلان الفائز باللقب الغالي.. كانت الساعة تشير إلى 9:31 مساء عندما اقترب ميسي من الكأس وقبلها بلطف.