صعود الليكود بدعم اليهود الشرقيين عام 1977 وضع أسس الحياة السياسية الحالية في البلاد

0 265

انتخاباتُ عامَ 77، تُعتبرُ من أهمِ وأكثرِ المعاركِ الانتخابية، تأثيرًا في تاريخِ إسرائيل، وتعيشُ البلادُ تأثيرَها حتى اليوم، بموجب المعاركِ الانتخابيةِ السابقة، كانتْ البلادُ أشبهَ بحكمِ الحزبِ الواحد، لهيمنةِ مباي وامتدادِه حزبِ العمل اليساري، على المؤسساتِ الصهيونية، وثم على مؤسساتِ الدولة.

الفجوةُ بينَهُ، وبينَ منافسهِ الرئيسِ بيغين، زعيمِ حزبِ الليكودِ اليمينيِ المعارضِ اتسعت، حتى أضحى الرجلُ هامشيًا، لكنَّ الانتخاباتِ قادَتْهُ إلى السلطَةِ، لأولِ مرة.

فوزٌ، شكّلَ أولَ اختبارٍ للبلادِ، في التداولِ على السلطةِ بينَ الأحزاب، وشكّلَ صدمةً ومفاجَأَةً، لسببينِ أساسيين:

الأولُ خسارةُ مؤسسي الدولة، والثاني اعتلاءُ بيغين السلطَةَ، بعدَ أن شُيطنَ وَوُصِمَ بالفاشيةِ والتطرفِ والعُنْفِ، واتُهِمَ بمعاداةِ الديمقراطيةِ، خصوصًا، وأنهُ قادَ منظمةً سرية.

لكنها لم تكنْ مجردَ تداولٍ عاديٍ على السلطة، بل كانت زلزالًا اجتماعيًا ليسَ لهُ مثيل: طوائفُ كاملة، كانتْ مضطهدةً ومهَمَّشَةً ومُستضعفة، شعرتْ بأنَ الليكودَ وبيغن يمثلونها.

طوائفُ كاملةٌ، وعلى رأسِها اليهودُ الشرقيونَ والمُتدينونَ واليمينيون- تحالفُ المحرومين، ممن عانوا الاستعلاءَ والظلمَ الاجتماعي، شعروا بأنهم حصلوا على فرصةٍ، وأصبحَ لهم نصيبٌ، في قيادةِ الدولة.

طوائفُ شعرتْ ولأولِ مرة، بأنها جزءٌ من الروايةِ الصهيونية، بعدَ أن دمجها بيغين بالمِحرقةِ، وأبرزَ مساهَمَتَها في إقامةِ إسرائيل، علَّ ذلكَ يُلغي الفروقَ الطائفية، بين اليهود.

ما مثّلَ، بدايةَ تغييرِ التسلسلِ الهرمي، والبنيةِ الديمقراطيةِ والاجتماعية، ونَقَلَ التشققَ الاجتماعيَ والاقتصاديَ والطائفي، منَ الهامشِ إلى المركز.

تشققٌ، قسّمَ المجتمعَ مُذّاك، الى كُتلتَيْنِ متساويتينِ بالنديةِ خلافًا للماضي، أو بمعنى آخر، رسّخَ مفهومَ الثُنائيةِ الحزبية.

تنبؤاتُ رُعُبِ اليسارِ عن بيغين، دُحضتْ بعدَ الانتخابات: وتبيّنَ أنهُ بعيدٌ عن صورةِ الديكتاتور، بل ووُقّعَ بفضلِ تنازلاتِه، على أولِ سلامٍ معَ دولةٍ عربية، هي مصر.

تأثيرٌ آخرَ ولّدتهُ الانتخاباتُ: تراجعُ الطفلِ المدللِ لليسار- الحركةِ الكيبوتسية، لصالحِ مجموعاتٍ جديدةٍ حلتْ مكانَها، كمنظماتِ المُستوطنين.

إسرائيلُ، التي كانت اشتراكيةً، وتَزْخَرُ بالنقاباتِ وشركاتِ قطاعٍ عامٍ نَخَرَها الفساد، هبّتْ عليها لأولِ مرة، رياحُ النزعةِ الليبراليةِ الاقتصادية.

بيغين، كانَ رائِدَ التحولِ إلى السوقِ الحر، بفضلِ تلكَ الانتخابات، وشرعَ بخصخصةِ القِطاعِ العامِ بشكلٍ تدريجيٍ وبطيء، حتى أضحتْ إسرائيلُ… كما تبدو عليهِ الآن.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected] - [email protected]

قد يعجبك ايضا