تقرير خاص | الإستعدادات لشهر رمضان في ظل غلاء الأسعار والأوضاع السياسية والإجتماعية غير المستقرة

0 17٬564

play-rounded-fill
play-rounded-fill


*تجار ومواطنون ل-“الصنارة”: “بعد إرتفاع اسعار البندورة نحن على موعد مع إرتفاع أسعار البصل والخيار”*”بسبب أهمية الخضروات من الصعب ان ينخفض الأقبال عليها “*

*” شراء اللحوم والمواد التموينية لشهر رمضان لهذا العام أقل بكثير عن الأعوام السابقة”*

” قمنا بتحويل شهر رمضان من شهر العبادة الى شهر التباهي والتكلفة المالية “*صاحب مطعم ل-الصنارة:رغم الأوضاع الإقتصادية الصعبة الحجوزات بدأت ابتداء من اليوم الثاني لرمضان”*

تقرير : صالح حسن معطي


أيام قليلة تفصلنا عن شهر رمضان المبارك ، وهذا العام يعود الشهر الكريم ، بأوضاع مختلفة: أزمة إقتصادية كبيرة تعيشها البلاد وغلاء أسعار مبالغ فيه وأوضاع سياسية وإجتماعية غير مستقرة ، ناهيك عن القلق الذي يخيم على المجتمع العربي بسبب مواصلة عمليات القتل والإجرام التي لا تتوقف.

حول الإستعدادات لشهر رمضان المبارك في هذهالظروف أعدت الصنارة هذا التقرير.

محمود طاهر محاميد صاحب ملحمة في مدينة ام الفحم قال للصنارة :” الإستعدادات لشهر رمضان المبارك لهذا العام تختلف عن الأعوام السابقة ، ففي كل عام مثل هذه الأوقات يكون الأقبال لشراء اللحوم أكبر من الآن ، ولكن هذا العام الأوضاع مختلفة ،حيث تأتي العائلات لشراء كمية محدودة بينما في السنوات السابقة كانت العائلة تحضر الى الملحمة وتقوم بشراء نصف خروف وكميات كبيرة من اللحوم لتخزينها لبقية ايام شهر رمضان المبارك”.

وأضاف:” غلاء المعيشة في البلاد وعدم إرتفاع المرتبات لدى العائلات أدى الى الوضع الحالي الذي نشاهده ، في بعض الأحيان محلات تجارية كبيرة لا تبيع على مدار اليوم بـِ 400 شيكل على سبيل المثال وهذا أمر كارثي لصاحب المحل الملزم بدفع الإيجار والكهرباء والأرنونا ومعاشات الموظفين ، ولكن هذا هو الحال مع كل أسف ، غلاء المعيشة وسوء الأحوال الإقتصادية للعائلات هو عنوان شهر رمضان لهذا العام ، وايضاً لا ننسى الحملات التحريضية على الشهر الكريم في السنوات الأخيرة الذي يسفر عن مواجهات في البلدات العربية مع عناصر الشرطة والتي تسفر عن ركود إقتصادي في المحلات التجارية بسبب الأوضاع التي تعيشها البلاد ، ولكن نتمنى ان يكون هذا العام شهر عبادة وصوم وتقوى واخلاق”.

وأختتم قائلاً :” أتمنى من كافة التجار واصحاب المصالح التجارية ، وأنا منهم ، ان نخفف من العبء على العائلات في مجتمعنا العربي ونقوم بحملات وتنزيلات على حاجيات شهر رمضان للعائلات مثل اللحوم والسلع الغذائية ومستلزمات موائد الإفطار والخضار ، وبكل تأكيد سيعوضنا الله عز وجل ويرزقنا من حيث لا نحتسب”.

محمد عياسة احد العاملين بسوق الخضار والفواكه قال للصنارة :” الغلاء في كل العالم ليس فقط هنا في البلاد ، وايضاً ما زاد الطين بلة هو زلزال تركيا المدمر ، الذي رفع أسعار العديد من المنتجات مثل البندوة والان نحن على موعد مع ارتفاع اسعار البصل والخيار وهذا إرتفاع عالمي وليس فقط هنا في البلاد”. وأضاف :” الخضروات مركب أساسي لا تستغني العائلات عنه ، حتى لو إرتفعت أسعارها .فكافة وصفات الطبيخ تحتاج الى الخضروات ، ولهذا من الصعب ان تشعر ان هنالك إختلافا بخصوص الإقبالعلى شراء الخضروات ، ولكن الفواكه من الممكن ان يكون هنالك إقبال أقل مع العلم أن سعرها لم يرتفع ولكن بسبب الأوضاع الإقتصادية الصعبة للأهالي من الممكن ان يتم تقليص كميات الفواكه التي يتم شراؤها”.

” تكلفة الإفطار الرمضاني في المطاعم أوفر من البيوت”

أيمن جبارين صاحب مطعم الجاردين على شارع “65” تحدث حول الحجوزات لشهر رمضان المبارك قائلاً :” الإستعدادات لشهر رمضان لهذا العام ممتازة جداً ، وقد بدأت الحجوزات بالفعل لشهر رمضان المبارك بشكل مبكر للغالية بخلاف السنوات السابقة ، مثلاً مطعمنا سيفتتح أبوابه إبتداءً من اليوم الثاني من شهر رمضان بعكس السنوات الماضية التي كانت المطاعم  تغلق أبوابها حتى نصف الشهر بسبب قلة الحجوزات أو لتفضيل العائلات الإفطار في منازلها في النصف الأول من الشهر الكريم”.

وأكمل جبارين حديثه :” الناس بكل تأكيد تستفسر عن الأسعار قبل الحجوزات بسبب الأوضاع الإقتصادية ، التي تعصف بهم وتعصف ايضاً بأصحاب المحلات التجارية ، لان غلاء الاسعار كانت ضربة مباشرة لاصحاب المحلات التجارية وخاصة اصحاب المطاعم ، لأن الغلاء طال المواد التموينية واللحوم ، حيث ارتفعت اسعارها بنسبة 15 – 20 % ، وهي نسبة ليست بالبسيطة ، لهذا العديد من المطاعم تبحث عن طرق تدرس من خلالها كيفية تعاملها مع غلاء الأسعار ومراعاة ظروف العائلات العربية ، وللأسف هذا العام منذ بدايته غير مبشر لأصحاب المصالح التجارية على كافة الأصعدة في البلاد”.

وأضاف جبارين:”  الإفطار الرمضاني في المطاعم اصبح اليوم اوفر من إلافطارفي البيوت ، خاصة بعد إرتفاع اسعار السلع الغذائية وفي العزومات الرمضانية . نحن مجتمع عربي كريم وصاحب واجب ونخوة وكرم ، فاليوم صاحب العزومة حينما يريد ان يفحص تكلفة الإفطار الرمضاني لـ 20 شخصاً في منزله مثلاً تكون التكلفة على النحو التالي: 

 تكلفة اللحوم من 1000 الى 1500 شيكل ، الخضروات من الممكن ان تصل تكلفتها الى 700 شيكل ،الحلويات 500 شيكل ومصروفات جانبية تصل الى اكثر من 1000 شيكل ومجمل التكلفة 4000 شيكل . فيتوجه صاحب العزومة الى المطاعم ويفحص تكلفة العزومة فيتضح انها متشابهة تقريباً ، فيقرر ان تكون داخل مطعم وبهذه الطريقة يخفف عن نفسه التعب النفسي والجسدي والضغوطات واعمال التنظيف والتجهيزات”.

الناشط الإجتماعي محمد أبو حسين قال للصنارة :” بكل تأكيد الإستعدادات تختلف عن الأعوام السابقة ، غلاء المعيشة يسيطر على حياة المواطن العربي ، اليوم نذهب لشراء حاجيات رمضان ولكن بكميات أقل عن الأعوام السابقة ، بسبب ارتفاع الاسعار هذا العام ، ومن الممكن ان نشتري فقط الأمور الأساسية لوجبات الإفطار دون تبذير ، لان كل مبلغ يتم توفيره يساعد العائلات لبقية الشهر الكريم وإلتزاماته مثل طبخات رمضان وتجهيزات العيد “.

وأضاف :” شهر رمضان تحول من شهر العبادة وصلة الرحم والصلاة والتقرب من الله ، إلى شهر يحمل عبئا ماديا على العائلات بسبب التكلفة المادية التي وضعناها على انفسنا. للأسف أقولها ، نحن من إخترع موضوع طبخات رمضان المكلفة بدلاً من الزيارة الودية الأخوية كما أمرنا ديننا الحنيف ، وايضاً أصبحت العزائم الرمضانية مكلفة مادياً على العائلات ، لأننا بتنا نتابهى بالعزائم ونختار أغلى المأكولات التي نضعها على مائدة الإفطار وأغلى انواع الحلويات والمكسرات وغيرها من الأمور وذلك فقط للتباهي”.

 

” حملة طرود غذائية للعائلات المستورة في مدينة الطيبة”

الشيخ محمود نادر حاج يحيى، رئيس لجنة الزكاة والصدقات في الطيبة قال للصنارة :” نقوم اليوم بحملة للطرود الغذائية ، التي تنظمها سنويا في شهر رمضان المبارك لجنة الزكاة ، من اجل توزيعها على العائلات المتعففة مع العديد من البرامج خلال شهر رمضان المبارك”.

وأضاف:” العائلات هذا العام بحاجة ماسة أكثر من العام الماضي للطرود الغذائية بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة وغلاء الأسعار وإرتفاع نسبة البطالة ، وكل عام يكون أصعب من العام الذي سبقه ، حيث مرت سنوات صعبة على المجتمع العربي ، منذ بداية جائحة الكورونا وحتى يومنا هذا “.

وقال :” الطرود  هي مساعدات أولية ، وتحتوي بداخلها على مواد غذائية أساسية مثل الأرز والطحين والدقيق من اجل وجبات الإفطار ، وخلال الشهر الكريم يتبعها طرود غذائية اخرى تحتوي على اللحوم والخضار ووجبات إفطار وحتى نصل الى عيد الفطر ان شاء الله ، حينها نقوم بتوزيع طرود خاصة للعيد تحتوي على إحتياجات العيد”. 

 

” ارحموا من في الأرض يرحمكمْ من في السّماء “

أ . د . مشهور فوّاز رئيس المجلس الإسلامي للإفتاء في البلاد قال برسالة الى لأصحاب المصالح التجارية عشية حلول شهر رمضان المبارك حملت عنوان ” ارحموا من في الأرض يرحمكمْ من في السّماء ” ، جاء بها  :” إنطلاقًا من المعاني الإيمانية السّامية ونحن على أعتاب شهر رمضان المبارك نتوجه إلى الإخوة التّجار بأن يرفقوا بالنّاس وألا يغالوا في  الأسعار في شهر رمضان والعيد  فإنّ الله تعالى يحبّ الرفق والرحمة بالعباد “. 

 وأضاف قائلاً :” خصوصًا  وأنّ الظروف الاقتصادية التي يمر بها الناس في الفترة الأخيرة قاسية وشديدة لذا ننصح أصحاب المتاجر   بالتيسير والتخفيف على النّاس فالإحسان   للخلق من أفضل وأعظم الأعمال الصّالحة التّي يمكن أن يتقرب فيها النّاس  لله سبحانه وتعالى “.

وأختتم حديثه قائلاً :”بارك الله لكم في تجارتكم وأموالكم ووسّع عليكم في دنياكم وأخراكم  وبالوقت نفسه ندعو النّاس بأن يرحموا  أنفسهم أولاً وذلك باجتناب مظاهر البذخ والترف والإسراف والرياء الاجتماعي الزائف “. 

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected] - [email protected]

قد يعجبك ايضا