“الهرشة السابعة” و”كامل العدد” و”مذكرات زوج”.. مسلسلات اجتماعية للأغنياء فقط

0 7٬935

تعرض في الموسم الحالي 3 مسلسلات تركز على الحياة اليومية بين الأزواج، خصوصا الجدد منهم، وهي “كامل العدد” و”الهرشة السابعة” و”مذكرات زوج”.

وتتخذ هذه المسلسلات الحياة الزوجية حبكة أساسية لها، وتصور المواقف اليومية التي يمكن أن يقع فيها أي زوجين، وتتنوع بين الحزن والملل والضحك والسعادة والتوتر وغيرها من المشاعر المعتادة.

واقعية وكوميديا وضحك كالبكاء

قال الكاتب الروسي ليو تولستوي “كل العائلات السعيدة تتشابه، لكن لكل عائلة تعيسة طريقتها الخاصة في التعاسة”، هذه العبارة تنطبق على المسلسلات الثلاثة المذكورة، فرغم تركيزها على قصص الحياة الزوجية والعائلية فإن لكل منها زاويته الخاصة، ووجهة نظره المختلفة.

مسلسل “كامل العدد”، إخراج خالد الحلفاوي وبطولة دينا الشربيني وشريف سلامة، هو العمل الأقرب للكوميديا، ويتناول قصة امرأة شابة تزوجت مرتين في سن صغيرة للغاية، وأنجبت 4 أولاد قبل طلاقها الثاني.

تقابل في إحدى الرحلات شابا يقاربها في العمر وتنسج قصة الحب بينهما خيوطها، ولكن هناك عقبة كبيرة وهي أطفالها الأربعة وأطفاله الثلاثة هو الآخر من زواج سابق، ليصبح عليهما بدء حياة زوجية بـ7 أطفال دفعة واحدة.

وعبر حلقات المسلسل يحاول كل من الزوجين السيطرة على فريق الأطفال، وفي الوقت ذاته الحفاظ على شعلة الحب، وكل ذلك في إطار كوميدي جعل المسلسل قريبا من الجمهور.

ولكن ثمة عقبات أدى عدم تناولها بشكل أعمق إلى إضفاء هالة من عدم الواقعية على المسلسل، ومنها عدم تقبل الأولاد الزواج الثالث للأم، ونظرة المجتمع للمرأة كثيرة الزواج والطلاق، والضغط الواقع على علاقة زوجية حديثة مع كل هذه المسؤوليات.

مسلسل “مذكرات زوج”، من إخراج تامر نادي في ثاني تجاربه كمخرج، وتأليف محمد سليمان عبد المالك اقتباسا من كتاب أحمد بهجت بالعنوان نفسه، وبطولة طارق لطفي وعائشة بن أحمد.

قصة الفيلم عن الطيار رؤوف، وزوجته شيرين المديرة في إحدى الشركات، يعيش الأول ضمن القواعد الصارمة التي وضعتها الزوجة لحياته وحياة أبنائه، ومع مضي الأيام يشعر بأن ما يقوم به ليس سوى عدة أدوار لتسهيل حياة من حوله ولكن ليس له حياة خاصة وحقيقية.

“مذكرات زوج” هو الأكثر تقليدية بين الأعمال الثلاثة، فقد وقع الكاتب في فخ عدم إجراء التعديلات الكافية في النص القديم نسبيا لجعله ملائما للزمن الحالي، بالإضافة لتنميط شخصياته بشكل مبسط للغاية، مما أفقدهم الحس الواقعي والمنطقي.

فالزوج رجل مقهور في منزله يعاني من أزمة منتصف العمر ويغار من زميله الطيار الذي يحيا حياة ماجنة، والزوجة هي امرأة مادية مسيطرة، والعلاقة بينهما جافة مجردة من المشاعر، هذه القوالب الجاهزة جعلت أحداث المسلسل متوقعة وليست واقعية.

“الهرشة السابعة” إخراج كريم الشناوي، وتأليف ورشة سرد لمريم نعوم وبطولة أمينة خليل وعلي قاسم ومحمد شاهين وأسماء جلال.

يحمل الاسم الغريب للعمل إحالة لما يطلق عليه بالإنجليزية (The seven-year itch)، وهو المصطلح الذي يعني التغييرات السلبية التي تحدث في العلاقات الزوجية بعد 7 سنوات، وبالفعل تدور أحداث المسلسل على مدار 7 سنوات من زواج نادين وآدم، وعلاقة شريف وسلمى.

تميز مسلسل “الهرشة السابعة” عن سابقيه بالواقعية في تعامله مع مشاكل أبطاله، فهو لم يصور أحدا منهم بشكل مثالي أو شرير، ولم يخلط الكوميديا بالمأساة لتخفيفها، بل قدم الحياة اليومية لعلاقات حقيقة.

الحياة الزوجية للأغنياء فقط

ما يجمع المسلسلات الثلاثة -بالإضافة لتناولها الحياة الزوجية- الطبقة الاجتماعية لشخصياتها، فكلها تقع أحداثها بين أفراد ينتمون إلى الطبقة الوسطى العليا، طبقة تعيش على الأغلب في منازل عادية ولكن فارهة، يتعلم أفرادها في مدارس أجنبية وجامعات خاصة، يعملون في وظائف تكفل لهم حياة كريمة، وبعض الاستثمارات كذلك، ليسوا أثرياء لكن لا يعانون شظف الحياة.

نجد هذا التمثيل غير منطقي على سبيل المثال في مسلسل “كامل العدد”، فالزوج طبيب التجميل يستطيع ببساطة الإنفاق على أسرة من 9 أفراد، منهم 7 أولاد في سن المدرسة دون أي تعثر مادي، رغم أن هذا الضغط الاقتصادي كان يمكن أن يمثل إضافة جيدة للعمل بشكل عام.

وهو الأمر الذي ظهر بالفعل في مسلسل “الهرشة السابعة”، فعندما فقد البطل عمله واضطرت زوجته لترك عملها للحمل، أصبح عليه قبول وظائف مستواها أقل بكثير من مؤهلاته، والتخلي عن الرفاهيات مقابل شراء حفاضات الأطفال، أو الشجار مع زوجته بسبب استخدام الأطفال للبن الصناعي، تلك مشاكل الطبقة الوسطى العليا بالفعل، التي تبدو من الخارج مرفهة، ولكن وجودها في هذه الطبقة يفرض ضغوطا خاصة كذلك.

الضغط الاقتصادي كان حاضرا بشكل ما في مسلسل “مذكرات زوج” كذلك، فالزوج -على سبيل المثال- يخبر زوجته أنه حول لحسابها مصاريف المدرسة مع مبلغ إضافي بهدف استرضائها، ولكنها تصده قائلة إن ذلك واجبه.

قد يعيب بعض المشاهدين على هذه الأعمال كونها لا تمثل أغلبية الشعب، ولكن ذلك غير منطقي، لأن اختيار الطبقة التي يتناولها العمل حق مطلق لصناعه، ولكن في الوقت ذاته تمثيلها بشكل جيد من عدمه أمر آخر.

المصدر : الجزيرة

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected] - [email protected]

قد يعجبك ايضا