الناصرة : إطلاق حملة التوقيع على الوثيقة المليونية لإفشاء السلام طلباً للحماية الدولية

0 438

أطلقت لجان افشاء السلام في الداخل الفلسطيني المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا، اليوم الأربعاء، حملة التوقيع على الوثيقة المليونية لإفشاء السلام والتي تطالب المؤسسة الإسرائيلية القيام بواجبها تجاه مكافحة العنف في المجتمع العربي كما دعت المؤسسات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة للضغط على الحكومة الإسرائيلية لمحاربة العنف والجريمة، وحذّرت الوثيقة أنه في حال عدم استجابة الحكومة الإسرائيلية سيضطر أبناء الشعب الفلسطيني في الداخل إلى طلب الحماية الدولية.

جاء ذلك في مؤتمر صحافي، عقدته لجان إفشاء السلام، اليوم، في مكاتب لجنة المتابعة في مدينة الناصرة، بحضور حشد غفير من قيادات المجتمع العربي وأعضاء لجان إفشاء السلام من مختلف البلدات العربية.

تولى عرافة المؤتمر الأستاذ توفيق محمد سكرتير لجان إفشاء السلام، وتحدث فيه كل من: المحامي مضر يونس رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية ورئيس مجلس عارة عرعرة، والأب سيمون خوري عضو الإدارة العامة للجان إفشاء السلام، والشيخ غالب سيف رئيس لجنة المبادرة العربية الدرزية، والشيخ رائد صلاح رئيس لجان إفشاء السلام في الداخل الفلسطيني.

مدير منصة المؤتمر الأستاذ توفيق محمد رحّب بالجميع، وتحدث عن أهمية الوثيقة المليونية ضمن الفعل التراكمي المتواصل للجان إفشاء السلام على مدار الساعة، مؤكدا أن نشاطات اللجان تسعى لصناعة الحياة في مواجهة العنف والجريمة.

متحدثا باسم الجنة القطرية و”المتابعة”- بسبب وجود رئيسها السيد محمد بركة خارج البلاد- حمّل المحامي مضر يونس السلطات الإسرائيلية المسؤولية عن استفحال العنف والجريمة بسبب سياستها التي تهدف إلى شق الصفوف في المجتمع العربي.

وأشاد يونس بلجان إفشاء السلام المنبثقة عن لجنة المتابعة وبرنامجها لمكافحة العنف عبر مسارات تتعلق بالمجتمع العربي، مستدركا “لكن هناك مسارات لمكافحة العنف وعصابات الاجرام متعلقة فقط بالسلطات الإسرائيلية، وبدل أن تقوم بواجبها بهذا الخصوص يدور حديث عن حماية الشرطة لمجموعات الاجرام”.

وثمّن بنود الوثيقة المليونية لإفشاء السلام مؤكدا أن تحظى أيضا بموافقة قطاعات في المجتمع اليهودي، مشيرا إلى أن مركز الحكم المحلي في البلاد يدفع باتجاه ادراج خطة حكومية حقيقة لمكافحة العنف.

وختم المحامي مضر يونس بالقول “نبارك جهود لجان إفشاء السلام بإطلاق هذه الوثيقة، ونؤكد أنه إن لم تقم السلطات بواجبها يمكننا أن نرفع الموضوع إلى الجهات والمؤسسات الدولية”.

ثمّ كانت مداخلة للأب سيمون خوري عضو الإدارة العامة للجان إفشاء السلام، حيا الحضور وأكد أن رسالة المسيح عليه السلام كانت السلام لكل العالم، منتقدا سياسات العالم اليوم التي تصنع الأرامل واليتامي والمشردين والفقراء.

واعتبر خوري الوثيقة المليونية، خطوة أولى من أجل تحسين أوضاع شعبنا في الداخل الفلسطيني، لأن الحال- كمال قال- لم يعد يطاق، مشدّدا أنه في حال لم تستجب السلطات ربما تكون هناك خطوات تصعيدية أخرى منها قد يكون العصيان المدني السلمي.

الشيخ غالب سيف رئيس لجنة المبادرة العربية الدرزية، أكد أن المؤتمر في مضمونه رسالته السلام وأن القضية الأساس هي إفشاء السلام في بلداتنا العربية، بعد أن اصحبت الحياة غير طبيعية في ظل استفحال العنف والجريمة.

وشكر الشيخ رائد والقائمين على المبادرة والفعل، وأشار إلى أن آفة العنف التي تضرب المجتمع العربي يستند إلى دوائر عندها طاقات وإمكانيات ونواياها غير سليمة، بل عدوانية تجاه شعبنا.

وأضاف “لم يستطيعوا القضاء على شعبنا وآماله وحقوقه المشروعة والآن يحاولون تفجيرنا من الداخل، وهذا لا يمكن أن يكون ما دامت هنالك إرادة”.

وقال إن الشرطة الإسرائيلية تملك كل الوسائل لمكافحة العنف، لكنها لا تقوم بواجبها لأنها جزء من المشكلة، مشدّدا “لا يمكن أن نقبل هذا الواقع مهما كلف من ثمن”.

وأردف الشيخ غالب سيف بالتأكيد على أهمية الوحدة بين كل مكونات شعبنا السياسية والدينية، لأن الوحدة حاجة وجودية يجب أن نقويها في كل خطوة”.

ثم كانت الكلمة الأخيرة في المؤتمر للشيخ رائد صلاح رئيس لجان إفشاء السلام في الداخل الفلسطيني، وبعد تحية الحضور، قال إن آفة العنف التي نواجهها هي أخطر آفة بعد نكبة فلسطين.

وأضاف أن توابع العنف من سوق سوداء وخاوة وفوضى سلاح وغيرها تنتشر فينا وتحاول ان تصنع من نفسها ثقافة وسلوكا، وفي المقابل فإن المؤسسة الإسرائيلية الرسمية التي يطالب منها رسميا أن تقوم بواجبها لمواجهة كل هذه المظاهر للعنف لا تفعل شيئا، بل إن ما يقع بين أيدينا من تصريحات رسمية من اكثر من مسؤول رسمي إسرائيلي باتت تضع المؤسسة في موقف المشبوه. ولكن نحن لن نتباكي ولن نستسلم، سنجتهد القيام بواجبنا لإنقاذ مجتمعنا لصناعة مشاريع تشكل سفينة نجاة تنقله من شاطئ العنف الى بر الأمان، وهذا قد يطول، ولكننا ماضون في هذا الدرب بلا وهن ولا تراجع”.

وتطرق الشيخ رائد صلاح إلى لجان إفشاء السلام التي تشكلت في أكثر من 90% من بلداتنا العربية في الداخل الفلسطيني، مؤكدا أنها ليست ملكا لأحد، ولكنها تعمل تحت سقف لجنة المتابعة، وتتشكل من كل التعدديات السياسية والدينية، ودعا شعبنا إلى الالتحاق بها حتى تنجح بجهودها وتطلعاتها.

ولفت إلى أن لجان إفشاء السلام تعمل ضمن أوراق عمل مكتوبة ولا تعمل من فراغ، متحدثا عن استراتيجيات اللجان: الوقائية والعلاجية وخطوة الردع.

وقال إن “الوثيقة المليونية تندرج ضمن خطوة الردع، وهي أعدّت على شكل كتاب وكتبت باللغة العربية والعبرية والانجليزية، وفيها تأكيد على حقنا كأي شعب في العالم أن يعيش أبناؤه في أمن وأمان وأن من واجب المؤسسة الإسرائيلية أن تحقق هذا الحق، كما تطالب الوثيقة الهيئات الدولية التي تحترم نفسها بداية من هيئة الأمم المتحدة وغيرها أن تقوم بدورها الضاغط على المؤسسة الإسرائيلية حتى لا نضطر أن ندبّ الصوت ونقول نريد حماية دولية”.

ودعا الشيخ رائد الحضور إلى التوقيع على الوثيقة على أن تقوم لجان إفشاء السلام في كافة البلدات العربية بجمع حملة توقيعات على الوثيقة في بلدانها، مؤكدا أنه بعد جمع التواقيع ستكون هناك نشاطات أخرى محلية وربما عالمية.

وجاء في الوثيقة التي قرأ نصَّها بالعربية الشيخ رائد صلاح في ختام كلمته: “لأن واجب كل دولة أن توفّر الأمان لرعاياها دون تمييز بينهم على خلفية لون أو دين او لغة أو قومية، ولأنه بات من الواضح أنَّ كل حكومة إسرائيلية لا تزال مهملة بتوفير الأمان لمجتمعنا الفلسطيني الدامي في الجليل والمثلث والنقب والمدن الساحلية: عكا وحيفا ويافا واللد والرملة، ولأن هذا الإهمال المتواصل من كل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة قد أدى الى استفحال العنف والجريمة والسوق السوداء والخاوة وفوضى السلاح والممنوعات في الحياة اليومية لهذا المجتمع الدامي، ولأنَّ مآسي هذا العنف الأعمى وتوابعه قد باتت تهدد كل بيت في هذا المجتمع الدامي، على صعيد الرجال والنساء والكبار والصغار، ولأنَّ من حق هذه المجتمع الدامي أن يعيش بأمان كغيره من مجتمعات كل الأرض، فنحن الموقعون على هذه الوثيقة نطالب كل حكومة إسرائيلية أن تقوم بواجبها لكبح هذا العنف الاعمى وتوابعه. ونطالب كل المؤسسات الدولية بداية من هيئة الأمم المتحدة وما يليها أن تقوم بدورها الضاغط على كل حكومة اسرائيلية لتقوم بهذا الواجب المفروض عليها من أجل كبح هذا العنف الاعمى، وإلا فنحن مضطرون ان نطالب بحماية دولية توفر الأمان المفقود لهذا المجتمع الدامي”.

في نهاية المؤتمر وقّع الحضور من قيادات المجتمع العربي على الوثيقة المليونية لإفشاء السلام.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected] - [email protected]

قد يعجبك ايضا