المدخل.. عنوان لطبيعة ديكورات المنزل

0 9٬154

صحيح أن غلاف الكتاب البراق والمُصمم بحرفية عالية ليس مؤشراً إلى جودة المضمون، وكذا هو العنوان، الذي لا يمكن قراءة الكتاب عبره. لكن، عندما يتعلق الأمر بمدخل المنزل، فإن الأخير يشابه كتاباً مفتوحاً دالاً على أذواق الملاك، ويكشف عن جماليات الديكور ومخطط التصميم. أضيفي إلى ذلك، مدخل المنزل أو «مقدمته» إن صح التعبير، تتمتع بإضاءة صناعية كافية ومرحبة، للسماح للضيوف بالانتقال السلس من الخارج المظلم أو قليل الإنارة.

مهما كان طراز الديكور والتصميم السائد في المساحات الداخلية، فإن مدخل المنزل الداخلي، سواء كان ضيقاً أم فسيحاً، يُمثل حيزاً مهمّاً، إذ يمر الضيف فيه أولاً قبل أن ينتقل إلى أي جزء من أجزاء المنزل الأخرى، بصورة سلسة. وقوفاً، ستطالع عينا الضيف في الحيز المذكور، المحتويات، التي تقدّم تلميحات أولية عن الديكورات والألوان.

المدخل، بدوره، هو «مساحة الأمان» التي «تُعانق» صاحب المنزل، حال العودة إلى الأخير. وفي هذه المساحة أيضاً، يمكن إلقاء نظرة أخيرة على الوجه، قبل الخروج.
الجدير بالذكر أن مصطلح «المدخل» أو «البهو» جديد نسبيّاً؛ ففي أوروبا، وتحديداً خلال العصور الوسطى، كان يشار إلى المنزل بأكمله باسم البهو/ القاعة، لأن المنزل كان عبارة عن غرفة واحدة كبيرة تؤدى فيها وظائف عدة، مثل: النوم وتناول الطعام… مع مرور الوقت، أصبحت هياكل المباني أكثر تعقيداً، لذا أمسى المصممون يولون تقسيم الغرف أهمية. من هنا، جاء مصطلح البهو للتعريف بغرفة المدخل الصغيرة التي كانت بمثابة البوابة الداخلية لبقية المنزل.

عن المدخل الداخلي، يقول المهندس الشامل المصري لطفي حسين الذي يُعرف بأسلوب الحد الأدنى أي «المينيماليست» الذي يستلهم من الطبيعة، إن «الحيز عبارة عن مساحة انتقاليّة في المنزل، لا تعرف سوى نشاطات قليلة، وهي قد تنفتح على السلالم الداخلية الرئيسة أو قد تتصل بالمطبخ أو بحمّام الضيوف أو تكون مغلقة». ويضيف أن «المدخل يعبر عن الستايل السائد في المنزل».
بحسب المهندس لطفي حسين، جرى العرف على توظيف خامات فخمة في المدخل (الرخام مثلاً)، لإبهار الضيوف حالما تطأ أقدامهم عتبة المنزل، لكن لا قاعدة تحكم هذا الأمر.
لناحية الأثاث، هناك أدوار مهمة تقوم بها طاولة «الكونسول»، مع ضرورة الدراية بكيفية توزيع الإكسسوارات على سطحها، بالإضافة إلى المرآة ومقعد لانتعال الحذاء عند الخروج، وخلعه حال الدخول. في هذا الإطار، لا يُغفل عن حضور خزانة الأحذية، ولو صمّم مكان «مخفي» للأخيرة. ينسحب الأمر على الشمّاعة لحمل المعاطف. إذ يدخل صاحب(ة) المنزل المكان، ويتخفف من معطفه وحذائه ومفاتيحه… لذا، لا مناص من أن يجد أماكن لحفظ الأخيرة.
للإكسسوارات حضور في المكان أيضاً، فهناك اللوحة الفنية والنبتة الداخلية والسجاد والإضاءة الأرضية والمزهرية والشموع المعطرة لإشاعة إحساس لطيف.

مدخل المنزل يشابه كتاباً مفتوحاً دالاً على أذواق الملاك ويكشف عن جماليات الديكور

عن خطة الإضاءة، في المدخل، يتحدث المهندس، فيقول إنه على غرار أي مساحة داخلية، في المدخل، ثلاثة أنواع من الإضاءة:

الإضاءة العامة: في هذا الإطار، يصمّم مفتاح النور في الجهة المعاكسة للباب؛ فإذا كان الأخير يفتح إلى اليمين «يتموضع» زرّ النور إلى اليسار، والعكس صحيح. راهناً، مع «المنزل الذكي» أصبحت المهمة أكثر سهولة سواء عبر حسّاس أو أمر صوتي. إلى ذلك، تحمل الإضاءة العامة، «السبوتات» أو الثريا لتسهيل الحركة.
الإضاءة التزيينية: تكون غير مباشرة؛ هدفها إنارة عناصرة محددة في التصميم (الرخام مثلاً الذي يكسو الجدار أو لوحة…)، وخلق إحساس درامي في المكان.
إضاءة المهام: توجه إلى المرآة، مثلاً، لرؤية الوجه.

يختصر المهندس لطفي حسين نصائح التصميم الخاصة بمدخل المنزل، بالنقاط الآتية:

تحديد «الستايل» العام والعمل بحسبه.
العناية بالتشطيبات (الأرض والسقف والجدران).
الاهتمام بالأثاث والإكسسوارات بحسب طريقة عيش أصحاب المنزل.
الألوان الفاتحة مرحبة، ومفضّلة للحيز.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected] - [email protected]

قد يعجبك ايضا