البروفيسور نعيم شحادة : مطلوب تثقيف صح عام في المدارس وإتباع نمط حياة صحي

0 10٬610

حول ارتفاع السمنة الزائدة بين الطلاب العرب البروفيسور نعيم شحادة لـ”الصنارة”:

السّمنة هي أهم عامل خطر للسكري وارتفاع ضغط الدم وإنزيمات ودهون الكبد ومشاكل التنفّس


*الأولاد المصابون بالسمنة الزائدة معرّضون للإصابة بالإكتئاب وللتنمّر ويواجهون صعوبة في حياتهم اليومية والإجتماعية وفعالياتهم الرياضية ومشاكل نفسية*المطلوب تثقيف صحي عام في المدارس للأولاد والمدرّسين واتباع نمط حياة صحي ومراقبة ما يباع في الحوانيت والمقاصف الموجودة في المدارس*


محمد عوّاد

ناقشت لجنة التعليم والثقافة والرياضة البرلمانية, يوم الاثنين الماضي, قضية السمنة لدى الأولاد وأبناء الشبيبة في البلاد, وتبيّن من المعطيات أنّ الخطّة الوطنية التي تم إطلاقها لخفض السمنة لدى البالغين لم تحقق المطلوب, بل ارتفعت نسبة السمنة في السنوات ما بين 2013 -2021.

وأظهرت المعطيات أن نسبة النساء اللواتي يعانين من السمنة تعادل 27% فيما وصلت نسبة الرجال الى 23%. كذلك تبيّن أنّ ارتفاعاً طرأ على نسبة الأولاد والفتيات الذين يعانون من السمنة الزائدة خاصة في شريحة صفوف الأوائل والسوابع, وأن نسبة الأولاد العرب الذين يعانون من السمنة أعلى من نسبة الأولاد اليهود.

حول هذا الموضوع أجرينا هذا اللقاء مع البروفيسور نعيم شحادة مدير معهد السكري وأمراض الغدد الصمّاء في مستشفى “رمبام” بحيفا ورئيس الجمعية الإسرائيلية للسكري.

الصنارة: المعطيات تشير الى ارتفاع في نسبة السمنة لدى الأولاد والى أنّها لدى الأولاد العرب أعلى من الأولاد اليهود. ما المطلوب لوقف هذا الأمر؟

البروفيسور شحادة: هناك عوامل تُسبّب السمنة لدينا نحن العرب: أولها الميل الوراثي, والثاني البيئة التي نعيش بها ومناسباتنا ونوعية الأكل وقلة الرياضة وهذا يؤثر على الكبار وعلى الأولاد. واليوم معروف أن أكبر فئة تعاني من السمنة في البلاد هي فئة النساء العربيات. أما الجينات (العوامل الوراثية) فلا نستطيع تغييرها وتبقى البيئة, وهذه تبدأ بالتثقيف الشخصي في العائلة والبيت والعائلة الكبيرة وفي المدرسة وفي البلد. يجب أن تكون النظرة شمولية يتم فيها مسح ميداني للسكري عند الأولاد في المدارس وفي الحارات ومعرفة الأماكن التي تعاني أكثر من غيرها ومعالجتها معالجة جذرية. هذا بالنسبة لمن لديهم سمنة.

الأمر الثاني المطلوب هو تثقيف صحي عام في جميع المدارس لجميع الأولاد والمدرّسين, فاليوم نحن مقصّرون في التثقيف فهو أهم من كل الأشياء الأخرى. كذلك يجب مراقبة ما يُباع في الحوانيت والمقاصف الموجودة في المدارس، فقد يحافظ البيت على الغذاء السليم ولكن في المدرسة قد يكون بمتناول يد الأولاد شراء مأكولات ومشروبات غير صحية بدون مراقبة. 

 

الصنارة: هل هناك حاجة لإجراء فحوصات وقائية؟

البروفيسور شحادة: الفحوصات المطلوبة هي قياس أوزان الأولاد وأن يكون هناك فحص وتوثيق لكتلة الجسم لكل ولد في المدارس, وإعطاء الإرشادات الصحية للأولاد الذين لديهم ميل للسمنة, وتوجيه الأولاد الذين لديهم سمنة الى عيادات خصوصية لمعالجة السمنة وإجراء الفحوصات وإعطاء الإرشادات والعلاجات اللازمة.

 

الصنارة: في أي مرحلة تتحوّل السمنة الى وضع ما قبل السكري أو الى مرض السكري؟

البروفيسور شحادة: إذا أجرينا فحصاً للأولاد الذين لديهم سمنة زائدة يتضح أن جزءاً منهم أصبحوا في وضع ما قبل السكري وجزء آخر أصبحوا مرضى بالسكري. ففي مسح أجريناه في قرية جسر الزرقا لدى كل الأولاد الذين يعانون من السمنة وجدنا أن حوالي 10% أصبحوا في وضع ما قبل السكري وأنّ 20% لديهم ضغط دم مرتفع. كل ولد لديه سمنة زائدة يجب توجيهه الى عيادة خاصة لإجراء الفحوصات اللازمة ومراقبة الدم ومراقبة إنزيمات الكبد والسكّر وضغط الدم المرتفع, وهذه أهم نقاط يجب الانتباه إليها ومعالجتها.

 

الصنارة: ما هي أهم عوامل الخطر لمرض السكري؟

البروفيسور شحادة: السمنة هي أهم عامل خطر للسكري, فهي تؤدي الى الكثير من المشاكل الصحية مثل: السكري, ارتفاع في إنزيمات الكبد والدهون المتراكمة على الكبد وارتفاع ضغط الدم ومشاكل في التنفّس وانقطاع النفس أثناء النوم بسبب الشخير والكتل الضاغطة على الرقبة وإمكانية التعرّض الى التنمّر ومشاكل اجتماعية في المدرسة والتأقلم النفساني مع الطلاب الباقين كذلك تزداد لدى الأولاد الذين يعانون من السمنة حالات الاكتئاب ومشاكل في تأدية الوظائف والفعاليات اليومية والرياضية. كل هذه الأمور هي مشاكل يعاني منها الولد السمين ودرهم وقاية خير من قنطار علاج, بمعنى أن علينا أن نبدأ مبكّراً. 

 

الصنارة: كيف؟

البروفيسور شحادة: من خلال توجّه شمولي, من قبل السلطة المحلية بمشاركة صناديق المرضى ووزارة الصحة ووزارة المعارف.

 

الصنارة: ألا يوجد توجه كهذا لغاية الآن؟

البروفيسور شحادة: لقد بدأنا ببناء توجّه كهذا حيث بدأنا بمشروع “سفيرا” في خمس مُدن في الجليل:  الناصرة ونوف هچليل وشفاعمرو وسخنين وصفد, وسنتوسّع. كذلك لدينا برنامج سيدخل الى حيّز التنفيذ بالنسبة للسمنة عند الأولاد في بداية السنة الدراسية القادمة. مشروع “سفيرا” هو على أسم “راسيل دبري” وتابع لجامعة بار إيلان في صفد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected] - [email protected]

قد يعجبك ايضا