الصورة.. العنصر الأكثر تفوقا في مسلسلات رمضان

0 8٬261

حالة من الإبهار في الصورة والكادرات الفنية استطاعت أن تستحوذ على بطولة الأعمال الدرامية في النصف الأول من دراما رمضان، فجاء التصوير العنصر الأكثر تميزًا وتفوقًا في المسلسلات المعروضة حاليًا، ليس فقط من حيث الكادرات، ولكن أيضًا بالألوان المتناغمة.

video
play-rounded-fill
“سوق الكانتو”.. ديكورات القرن العشرين في أبهى حللها

كادرات فنية تشبه اللوحات قدمها مدير التصوير إسلام عبد السميع في مسلسل “سوق الكانتو”. ويظهر ذلك بوضوح من خلال إضاءة الكادرات وتفاعلها مع اختيار الألوان المنتقاة بعناية، لتقدم على الشاشة وتتناسب مع الحقبة الزمنية التي يدور خلالها العمل، إلى جانب الحرص على تصوير مشاهد يُستعرض خلالها تميز الديكورات في القرن العشرين.

فبعد تميزه العام الماضي في “جزيرة غمام”، يواصل إسلام عبد السميع مهارته في تقديم عمل فني يعد التصوير من العناصر اللافتة فيه، في تناغم واضح بين مدير التصوير والمخرج حسين المنباوي.

و”سوق الكانتو” من بطولة أمير كرارة ومي عز الدين وثراء جبيل وفتحي عبد الوهاب وسلوى عثمان ومها نصار وضياء عبد الخالق وعبد العزيز مخيون، وتأليف هاني سرحان، وتدور أحداثه حول سوق الكانتو (تباع فيه الملابس القديمة أو المستعملة) في مصر والخلافات التي كانت تحدث بين تجار الأقمشة.

“عملة نادرة”.. تكوينات بصرية تعيد الصعيد إلى الذاكرة

يقدم المخرج ماندو العدل في مسلسله “عملة نادرة” عالمًا مختلفًا عن غيره في الدراما التلفزيونية لرمضان هذا العام، من خلال القرية الصعيدية المصرية عام 2003، أي قبل أن تصيبها الحداثة في التركيب والتكوين المعماري والبنياني الذي جعلها أقرب إلى المدن الكبيرة.

ونجحت التكوينات البصرية في أن ترجع الذاكرة إلى قِدم مدن الصعيد، فنجد أننا أمام صورة قاتمة نوعًا ما، بحيث تشير إلى الأحداث، ومائلة إلى الزُرقة، وهو ما تشير إليه الإضاءة في تعريف الشخصيات في العمل.

وتفوقت الكادرات السينمائية التي قدمها العدل ومدير التصوير أحمد فهيم في المسلسل على التصوير التلفزيوني، وهو ما جعل الصورة مبهرة بشكل أكبر للمشاهد.

وتواصل نيللي كريم، في المسلسل، التعاون مع “العدل غروب”، بعد “لأعلى سعر” و”فاتن أمل حربي”. والعمل من تأليف مدحت العدل وبطولة أحمد عيد وجمال سليمان وفريدة سيف النصر وكمال أبو رية وجومانا مراد، بالإضافة إلى عدد كبير من الفنانين الشباب.

“رسالة الإمام”.. الصورة تتكلّم

المخرج السوري الليث حجو في مسلسله “رسالة الإمام” يقدم -برفقة مدير التصوير تيمور تيمور- صورة تحمل تفاصيل مبهرة، وهو ما أسهم في أن يحظى العمل بنسب مشاهدة وإشادات كبيرة. ولأن المسلسل يدور في حقبة زمنية تعود إلى عصر الإمام الشافعي الذي تدور حوله الأحداث، فقد حرص مدير التصوير على تقديم كادرات أقرب إلى اللوحات الفنية لتبرز تلك الفترة الزمنية.

ولعبت الإضاءة، أيضًا، دورًا في إبراز جماليات الصورة التي قال عنها مدير التصوير في تصريحات لبرنامج “صباح الخير يا مصر”، على شاشة الفضائية المصرية، إنه تخوّف في البداية لكون العمل يدور في حقبة زمنية قديمة، وكان أول ما فكّر فيه على المستوى التقني هو الإضاءة واعتمد على الشموع والمشاعل كمصادر طبيعية للضوء، مما شكّل تحديًا كبيرًا له.

يشارك في بطولة “رسالة الإمام” كلٌ من خالد النبوي ونضال الشافعي وأروى جودة وسلمى أبو ضيف، والعمل من تأليف محمد هشام عبية.

“جعفر العمدة”.. الإبداع في التقنيات البصرية

منذ العمل الأول للمخرج محمد سامي، وهو يلعب في منطقة الصورة المميزة والألوان المبهرة للعين والجاذبة للجمهور، ومحاولة وضع تشكيلة من الألوان اللافتة دائمًا. وظهر ذلك بوضوح من خلال مسلسل “حكاية حياة” وفيلم “أهواك” وغيرها من الأعمال التي قدمها.

خلال السنوات الأخيرة، كان سامي صاحب “الفلاتر” المنقية للصورة في الأعمال التلفزيونية، والتي تجعل لها بريقًا مختلفًا ولافتًا. وهذا العام، أتى المخرج بنوع مختلف من التقنيات البصرية التي رآها الجمهور بشكل أوضح في مشاهد الفنانة لبنى ونس، وهي خاصية عالمية اسمها “دي-إيجينغ” (De-Aging) تُستخدم في الأعمال السينمائية والتلفزيونية، من خلال مؤثرات بصرية تعمل على تحويل ملامح الفنانين ليصبحوا أصغر عمرًا، بدلًا من الاعتماد على الطرق التقليدية لإخفاء علامات السن، مثل المكياج، وهو ما نجح فيه سامي مع مدير التصوير نزار شاكر.

ومسلسل “جعفر العمدة” من بطولة محمد رمضان وزينة وإيمان العاصي ومنة فضالي ومي كساب وهالة صدقي وأحمد داش وفريدة سيف النصر وتامر عبد المنعم وطارق الدسوقي وغيرهم، وهو من تأليف المخرج نفسه.

“سره الباتع”.. الكادر يتفوق

على الرغم من الانتقادات التي يواجهها مسلسل “سره الباتع” منذ بداية عرضه، فإنه لا يمكن إنكار التميّز الواضح من ناحية الصورة والكادرات التي ظهرت فيه، خصوصًا في الجزء الخاص بالحقبة التاريخية المتعلقة بالحملة الفرنسية، والتي نجح خلالها مدير التصوير محمود يوسف والمخرج خالد يوسف في تقديم كادرات فنية تشبه اللوحات المرسومة. وتميزت تلك الكادرات بتركيب الألوان على الشاشة، فنالت استحسان عين المشاهد، كما ظهر في مشاهد الإعدام والهجوم الفرنسي وجموع الفلاحين وغيرها.

والمسلسل من بطولة أحمد فهمي وأحمد السعدني وريم مصطفى وحنان مطاوع وأحمد عبد العزيز.

تحت الوصاية

التصوير في الأماكن الحية هو ما يميز مسلسل “تحت الوصاية”، الذي بدأ عرضه في النصف الثاني من شهر رمضان، فاستطاع المخرج محمد شاكر خضير مع مدير التصوير بيشوي روزفلت نقل انفعالات ومشاعر بطلة الأحداث “حنان”، وهى الشخصية التي تقدمها الفنانة منى زكي التي تصارع من أجل رعاية ابنتها الرضيعة وابنها الصغير.

لكن المخرج ومدير التصوير أبدعا أيضا في نقل أماكن الصيد في صور حية وطبيعية أسهمت في إضفاء حالة الواقعية على العمل لتتماشى مع فكرته، وهو ما يظهر في مشاهد السوق والصيد وغيرها من المشاهد التي جعلت روزفلت واحدا من أهم مديري التصوير في الموسم.

المصدر : الجزيرة

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected] - [email protected]

قد يعجبك ايضا