آخرها جنازة نجل جورج وسوف.. أغرب الجنازات الراقصة وأسباب سلوك المشيعين

0 7٬021

أثار تشييع جنازة وديع جورج وسوف بالغناء والرقص بالتابوت الذي يحمل جثمانه حالة من الجدل، فقد رأى كثيرون أن هذه المظاهر لا تتناسب مع حالة الحزن الشديدة والتأثر التي صاحبت وفاته، خاصة تأثر والده -الذي يلقب بـ”سلطان الطرب”- وعائلته والأصدقاء والشخصيات العامة والفنية.

إلا أن الشاب الذي توفي قبل أيام جراء مضاعفات عملية جراحية لتكميم المعدة، ليس الأول الذي يتم وداعه بالغناء والرقص، فقد سبقه عدد آخر من المشاهير في لبنان أيضا.

فـ”الشحرورة” صباح -التي رحلت عن عالمنا في 2014- تم تشييع جنازتها على أنغام الدبكة اللبنانية، ونثر أهلها الورود على جثمانها في السيارة.

كما صاحبت جنازتها فرقة رقص، أدى فيها مجموعة من الرجال رقصات وهم يحملون التابوت، كما ارتدى أهلها بدلات سوداء مخططة باللون الأبيض، وهو ما أثار أيضا الاستغراب وقتها.

تبرير وتوضيح

وكانت الفنانة رولا سعد، قد قالت في تصريحات تلفزيونية سابقة إن تنظيم الجنازة على هيئة عرس هو “أمر طبيعي”، حيث يعتبر كثيرون أن الموت حق والدنيا مجرد زيارة، وأن الحياة الحقيقية ستكون في العالم الآخر.

إلا أنها قالت إن “الطير يرقص مذبوحا من الألم، وليس كل من يرقص سعيدا، وليس كل من يبكي هو حزين”.

وبعد جنازة صباح بعامين أيضا، شهدت جنازة ملحم بركات رقصا وغناء من أقاربه وأصدقائه الذين ودعوا جثمانه على نغمات أغنيته “حبيبي أنت”، وتمت الاستعانة ببعض العازفين والمطربين، ودُفن ببدلة بيضاء بناء على وصيته.

وبالرقص والطبول أيضا، ودّعت الفنانة نجوى كرم شقيقها نيقولا كرم الذي توفي بعد ملحم بركات بأشهر، وتم تشييع جثمانه بالرقص بنعشه على نغمات الموسيقى والأغاني وإطلاق الألعاب النارية.

وفي العام الماضي، وبالتحديد في أغسطس/آب 2022، كانت أسرة الفنان جورج الراسي الذي توفي بحادث سير في لبنان ودّعته أيضا بزفة قدمتها فرقة موسيقية.

وأقيم قداس الفنان اللبناني الراحل بكنيسة القديسين سارجيوس وباخوس، وظهرت والدته وهي تحمل ملابسه وترقص بها رغم ظهورها في حالة من الانهيار والبكاء.

كما ظهرت أيضا شقيقاته نادين وساندرا وشقيقه سباستيان وهم يرقصون حول النعش مع الحاضرين على إيقاع أغنية المطرب الراحل “إنت الحب”، وصاحب خروج جثمانه إطلاق بعض الحاضرين طلقات رصاص، قبل دخول والدة المطرب الراحل وشقيقاته وهن في حالة انهيار وبكاء شديد.

عادة وطقس أم ظاهرة؟

وأثار تكرار الرقص والغناء في وداع الموتى تساؤلات وجدلا بشأن ما إذا كان الأمر عادة وطقسا أم ظاهرة انتشرت في السنوات الأخيرة، في ظل مصاحبة الطبل والرقص والزغاريد للجنازات.

وكان الشاعر مينا مجدي قال في تصريحات خاصة لأحد المواقع المصرية بعد جنازة وديع جورج وسوف، تعقيبا على العلاقة بين الرقص في الجنازة بالطقوس المسيحية وطوائفها: “إن طقوس وصلوات الجنازة لدى كل الطوائف المسيحية مقدسة ولها وقارها، وعلى هذا الأساس أقول إن ما حدث في تشييع جنازة المطرب الراحل جورج الراسي لا علاقة له بالطقوس. ما شهدناه سبق وتم في تشييع جنازة الفنانة الراحلة صباح، وكان ذلك بناء على وصيتها الشخصية لكونها كانت محبة للحياة، ومن الوارد أن يكون هذا أيضا من طباع الراحل جورج الراسي”.

وبيّن أن “طبيعة المجتمع في لبنان مختلفة نوعا ما عن باقي المجتمعات العربية، فالمراسم التي شاهدناها في الجنازة غير معتادة لعموم الناس، وغير مقبولة أيضا لكونها ضد حرمة الموت”.

عادات واختلاف

وتختلف عادات الجنازة وإلقاء النظرة الأخيرة على المتوفى من بلد لآخر، وبحسب الطقوس الدينية والعادات الاجتماعية.

ففي العصر الفرعوني لمصر القديمة، كانت الموسيقى والرقص وسيلة للتعبير عن الحزن تصاحب الجنازات حتى باب المقبرة، وكان المصريون القدماء يظهرون براعتهم في تسلية المعزين من أصدقاء وأقارب المتوفى وأثناء طقوس إنزال المتوفى في قبره.

وبشكل مختلف وإيقاعات مختلفة، ظهر الرقص والغناء في الجنازات ببعض بلدان الشام، مثل لبنان وسوريا، حيث تسود أحيانا أجواء الطبول والغناء والرقص التي تصاحب التوابيت إلى نعشها كعلامة على الفرح بزفاف المتوفى إلى السماء، ممزوجة بالحزن على رحيله.

المصدر : الجزيرة


استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected] - [email protected]

قد يعجبك ايضا