قال سيادة المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس اليوم لدى استقباله وفدا من أساتذة جامعة بيرزيت بأننا نعبر دوما عن افتخارنا واعتزازنا بهذه الجامعة والتي تعتبر صرحا اكاديميا وطنيا فلسطينيا متميزا ومعها كافة المؤسسات الاكاديمية والجامعية الفلسطينية التي تقوم بدور رائد في تربية الأجيال وفي تكريس ثقافة الانتماء الوطني لهذه الأرض المقدسة .
الفلسطينيون لا يملكون ثروات نفطية او مناجم للذهب ولكنهم يملكون ما هو اهم من هذا وذاك الا وهو الانسان المثقف والواعي المنتمي لارضه وشعبه.
ان أعداء الامة العربية يسعون لتفكيك مجتمعاتنا واثارة الضغينة في صفوفنا وهنالك أدوات مُسخرة في خدمة هذه المشاريع الاستعمارية التي هدفها هو تقسيم المقسم وتجزئة المجزء .
ان مشروع سايسبيكو لم ينتهي وهنالك من يعملون من اجل ان يكون عندنا سايسبيكو جديد والهدف من كل هذا انما هو تصفية القضية الفلسطينية وابتلاع مدينة القدس .
علينا ان نعمل من اجل توحيد الصفوف ونبذ الانقسامات وتقع علينا أيضا مسؤولية العمل من اجل تكريس ثقافة التسامح والتآخي الديني في فلسطين بعيدا عن لغة التكفير والتحريض والطائفية التي لا يستفيد منها الا أعداء امتنا العربية .
كم نحن بحاجة للوحدة في هذه الظروف الصعبة التي نمر بها ، كم نحن بحاجة الى انهاء الانقسامات المخجلة والمؤسفة التي يستثمرها الاحتلال من اجل تمرير مشاريعه وسياساته واجنداته .
نحن بحاجة الى مبادرات خلاقة بهدف انهاء هذه الانقسامات واعتقد بأن انهاء الانقسامات ليس امرا مستحيلا وان كان البعض يظنون انها مهمة عسيرة فبالإرادة الطيبة والنية الصافية يمكننا ان نوحد الصفوف وان ننهي حالة الانقسام لكي نكون موحدين ، ووحدتنا هي قوة لنا في دفاعنا عن قدسنا ومقدساتنا وقضيتنا العادلة .
يجب ان يكون هنالك دور للمؤسسات الاكاديمية والتعليمية في تكريس ثقافة الوحدة الوطنية ومعالجة الانقسامات .
يجب ان يكون هنالك دور للمؤسسات الاكاديمية والتعليمية بكافة مستوياتها في معالجة الآفات الاجتماعية التي تعصف بمجتمعنا المحلي لا سيما ظاهرة العنف وغيرها من المظاهر السلبية التي تسيء الينا ولا يستفيد منها الا اعداءنا.
علموا ابناءكم محبة الوطن وبأن انتماءنا يجب ان يكون أولا وأخيرا لفلسطين مع احترامنا لكافة الفصائل والأحزاب الوطنية فالانتماء الوطني أولا وبعدئذ يأتي الانتماء الفصائلي او الحزبي .
علموا ابناءكم بأن فلسطين لن تعود الى أصحابها الا بوحدة أبنائها وتكريس ثقافة الوحدة الوطنية والعيش المشترك .
فبالكراهية والتعصب لا تحرر الأوطان بل بالثقافة والرقي الفكري والإنساني والحضاري ونعتقد بأننا كشعب فلسطيني عندنا كل هذه المقومات التي يجب ان تُسخر في خدمة هذه القضية وفي خدمة مدينة القدس بشكل خاص .
القدس مدينة مستهدفة وهي تُسرق منا في كل يوم ، القدس تمر بكارثة حقيقية وأتمنى بأن تتعرفوا على أوضاع مدينة القدس لان ما سترونه اليوم بأم العين لا يمكن وصفه بالكلمات وخاصة في ظل الأعياد اليهودية والاقتحامات والممارسات والاستفزازات التي يقوم بها المستوطنون المتطرفون .
معا وسويا من اجل القدس ومن اجل فلسطين هكذا كنا وهكذا سنبقى والمسيحيون الفلسطينيون متشبثون بهويتهم الوطنية فهم مسيحيون يفتخرون بمسيحيتهم النقية كما انهم يفتخرون بهويتهم العربية الفلسطينية وبانتماءهم لفلسطين ارضا وقضية وشعبا وتراثا وانتماء وهوية .